قصة عن شجرة الزيتون

كان الراعي أحمد شاباً مجداً في عمله ،كثير الاعتناء بأمه ،يقوم برعايتها وتأمين مايلزمها ،ويستيقظ باكراً ويذهب الى المرعى بهمة ونشاط ،ويقضي يومه كاملاً في الانتباه الى أغنامه التي يرعاها ،والتي صارت جزءاً من حياته التي يأكل منها رزقه . كان أحمد محبوباً عند أهل القرية الذين يرعى لهم أغنامهم ،وذلك لأمانته واهتمامه المتواصل بماشيتهم .

وكانت أم أحمد كثيرة الدعاء لابنها بالتوفيق والرزق المبارك فيه ،ولهذا قرر أحمد بعد أن صار عنده مبلغ من المال أن يشتري أغناماً لنفسه ويتولى رعايتها بدل أن يظل يرعى ماشية الآخرين ،فهو يحلم دائماً أن يبني بيتاً جديداً أفضل من البيت الذي يعيش فيه مع أمه ،وربما بعد ذلك يستطيع الزواج من الفتاةالتي يحبها وترضى العيش معهما في بيت واحد ويكون لهما أطفال وبنات كبقية شباب القرية .‏

وماهي إلا سنوات قليلة حتى تحقق لأحمد مايريد وذلك بفضل نشاطه وسعيه ودعاء أمه له ،فقد بنى أحمد البيت الذي حلم به وأرضى أمه عليه غاية الرضى ،ولم يبق أمامه إلا أن يتزوج من فتاة طيبة يعيش معها بمودة ورحمة .‏

مرضت أم أحمد بعد أن تقدمت بها السن وضعف بصرها وأصبحت غير قادرة على رؤية الأشياء بوضوح تام كما هي الحال من قبل ،فأحضر لها أحمد الطبيب الى البيت فوصف لها عشبة طبية تعيش في الجبال ،وتمنى لها أن يعود بصرها كما كان .‏

خرج أحمد الى الغابة لكي يبحث عن العشبة الطبية التي وصفها الطبيب لأمه ،وراح ينظر بين الصخور وفي المغاور والوديان وفي أعالي الجبال ،فقد كانت عشبة نادرة ولاتنبت إلا في فصل الربيع ،بينما الآن الفصل شتاء ولامجال للأعشاب في الظهور،ولما عجز أحمد من إيجادها قرر أن يستريح قليلاً عند أحدى الأشجار ،وأسند ظهره اليها فنام من شدة التعب ولم يستيقظ إلا عند منتصف الليل على صوت سنجاب بري جميل يعبث بقدمه ،ففزع أحمد لأن الوقت قد تأخر ،ولكن السنجاب كان قد وضع بين يديه أوراقاً من شجرة الزيتون التي أسند ظهره اليها ،ففهم أن هذه الشجرة مباركة ،وعلى الفور حمل أوراق شجرة الزيتون وأسرع بها الى أمه التي كانت قلقة عليه لتأخره عن البيت ،وفي الحال قام بغلي أوراق الزيتون التي أحضرها ووضع بعض النقط في عيني أمه ،وفي الصباح شاهد أمه تستيقظ من فراشها مسرعة ولايظهر عليها علامات ضعف البصر ففرح كثيراً لأجلها وشكر الله على هذه النعمة العظيمة .‏

وذات يوم وبينما هو يمشي في أحد أحياء المدينة التي نزل اليها ليبيع قسماً من ماشيته ،سمع الناس يتكلمون فيما بينهم عن مرض الملك الذي عجز أطباء القصر عن شفائه ،فقد أصبح بصر الملك ضعيفاً ولم تنفع كل الأدوية والعقاقير في علاجه ،وسمع بإعلان الملك عن جائزة لمن يستطيع شفاءه من علته وهي تزويج ابنته التي ضرب المثل بأدبها وحسن أخلاقها ،من الشخص الذي يساعده في الشفاء .‏

كان هذا الطلب مستحيلاً وصعباً على الجميع ،إلا أ ن أحمد تذكّر شجرة الزيتون المباركة ،وكيف صارت أمه تبصر كما كانت من قبل بفضل استعمالها لأوراقها،وقرر أن يقابل الملك ويقدم له المساعدة وذلك بصنع الدواء نفسه الذي قدمه لأمه ،ويظفر بزواج الأميرة ابنته التي سمع عنها الشيء الكثير .‏

ومضى أحمد في اليوم التالي الى قصر الملك وظلَّ يطوف حول القصر حتى رأى الملك يتمشى في حديقته الجميلة برفقة بعض جنوده الذين يساعدونه ،قرر أحمد أن يكلمه،وطلب من الحرّاس الدخول اليه لمقابلته فرفضوا ذلك ،ولكن أحمد أوضح لهم أن لديه دواء لعلاج الملك من علّته ،وماإن سمع الحراس ذلك حتى أسرعوا الى الملك يخبرونه الخبر ،فأمر بإدخاله فوراً الى حديقة القصر ،ولما مثل أحمد بين يديه ،سأله الملك : هل صحيح ماسمعت أيها الراعي الطيب من أن عندك علاجاً تستيطع مساعدتي به ؟ فأجاب أحمد مباشرة : نعم يا مولاي هذا صحيح ،وبدأ يشرح له قصة أمه وكيف رجع بصرها من جديد .‏

فرح الملك وهو يسمع كلام أحمد عن شجرة الزيتون المباركة ، وحذره إن كان كلامه مغايراً للواقع فسوف يناله العقاب الشديد .‏

وافق أحمد على كلام الملك وبدأ الجنود بتجهيز الموكب للملك لكي يذهب بنفسه الى مكان الشجرة المباركة ، وهذا يعني أن الملك سيزور القرية التي يسكن فيها احمد .‏

انطلق الموكب الى الغابة التي وجد فيها شجرة الزيتون المباركة وبسبب طول المسافة وصلوا إليها ليلاً ، وبدأ أحمد بالبحث عن شجرة الزيتون ولكن الظلام كان شديداً فقرر الجميع الانتظار حتى الصباح لكي يتأكدوا من كلامه .‏

وفي الصباح الباكر كانت الشمس ترسل أشعتها الذهبية على السهول والوديان وبدا منظر الغابة جميلاً فاستيقظ الجنود على أصوات العصافير وعلى الفور بدأ الجميع بالبحث عن شجرة الزيتون وما هي إلا دقائق حتى شاهد أحمد الشجرة ففرح الملك لذلك وقام بقطف بعض الأوراق وهنا دعاهم أحمد الى بيته لكي يقوموا بغلي الاوراق هناك ، وتوجه الجميع إلى منزل أحمد ودخلوا الى البيت ولما شاهدت الأم الملك لم تصدق ذلك وقامت هي بنفسها بغلي الأوراق وبعد ذلك وضع أحمد نقاطاً من الماء المغلي بأوراق شجرة زيت الزيتون في عيني الملك وماهي إلا لحظات حتى عاد للملك بصره الطبيعي وراح يبصر كما كان من قبل ففرح الجميع لذلك وأمر الملك أن تزرع أرجاء البلاد بهذه الشجرة المباركة فعم الخير والازدهار كل مكان وبر الملك بوعده فزوج أحمد من ابنته ، وعاش الجميع بسعادة وهناء .‏

شكرا على الموضوع

شكرا علي القصة

شكرا على القصة الرائعة

شكرا لك

شكرا لك

thank you .

شكرا .

شكرا لك على القصة الرائعة

شكرا لك على القصة الحلوة

نستنى جديدك